تقنيات فرك البشرة وتقشيرها خطوات فاعلة للحفاظ على جمالها. تتردد نساء كثيرات في اللجوء إلى هذه الطريقة خوفاً من الإخفاق في تطبيقها. تكمن أهميّة تقشير البشرة في واقع أنّ التخلّص من خلايا البشرة الميتة يعزز نعومتها وصحّتها، ما يجعلها تتجاوب بشكل أفضل مع كريمات العناية وأشعة الشمس. هكذا يُصبح لون الاسمرار الذي تكسبينه أكثر إشراقاً!
يعني تقشير البشرة باختصار العناية بها للحفاظ على جمالها، ويجب تطبيق هذه الخطوة، مبدئياً، بمعدّل مرّة أسبوعياً. عليك إدراك أنّ البشرة يتراجع أداؤها مع التقدم في السن، فلا تعود تتخلّص من الشوائب التي تطاولها بالسرعة نفسها. لذا من المفيد مساعدة بشرتك في هذا الإطار لأنها لا تتجدد إلا مرّة أسبوعياً. يساهم فرك البشرة في استعادة صحة الخلايا الجلدية من خلال جعلها أكثر نظافة ونعومة. وعند إزالة الخلايا الميتة، تتمكّن البشرة من التجدّد بسهولة أكبر. بعد هذه المرحلة، لا شيء يمنع من اللجوء إلى قناع للوجه كي تستعيد البشرة نضارتها.
تشخيص
تتوقف الحاجة إلى تقنية التقشير على نوعية البشرة. بالتالي، كلما كانت البشرة دهنيّة، وجب تقشيرها بشكل متكرر أكثر من العادة، حتى مرّتين أسبوعياً. أما إذا كانت جافّة وحسّاسة، فينبغي الاكتفاء بمرّتين شهرياً كحدّ أقصى، إذ يؤدي تقشير البشرة عادةً إلى إثارة حساسيّة جلديّة لأنه يزيل النسيج المائي الدهني من الطبقة الجلدية. هذا ما يفسّر ضرورة استعمال كريم عناية مرطِّب بعد كلّ عملية تقشير للبشرة.
قبل شراء أي منتج خاص بتقشير البشرة، سواء كان على شكل كريم أو هلام أو معجون، لا بدّ من تشخيص حالة البشرة. لكن تكمن المشكلة في أنّ بشرة الوجه أو الجسم عموماً تكون مختلطة في معظم الحالات وتميل إلى أن تكون دهنية أو جافّة. يجب إذاً تجنّب المناطق الحسّاسة وعدم المبالغة في حركات فرك البشرة.
تأثير الفصول
تحتلّ الفصول أهميّة كبرى في هذا المجال. بما أنّ تقشير البشرة يؤدي إلى تراجع مستوى ترطيبها، عليك تخفيف عمليات التقشير خلال الصيف. في المقابل، سيساعدك تقشير البشرة بالطريقة المناسبة قبل موسم العطلة في تهيئة بشرتك لاكتساب اسمرار جذّاب. أما شتاءً، فزيدي عدد جلسات تقشير البشرة، على أن تُطبَّق بنعومة أكبر. كذلك، تُعتبر هذه العمليّة مهمّة في الربيع عبر استعمال منتجات تعيد الإشراقة إلى البشرة.
أنواع التقشير
يمكنك تقشير بشرة وجهك بنفسك. ولكن لا بدّ من الاستعانة باختصاصيّة تجميل، إذا أمكن، لتقشير بشرة الجسم، وذلك لأسباب عمليّة بسيطة. يُستعمَل التقشير الكيماوي للوجه دائماً، فيما يُعتمد التقشير الميكانيكي للجسم. يكمن الفرق بين نوعي التقشير في احتواء المنتج المستعمَل على حبيبات أو عدم احتوائه عليها. يكون تقشير البشرة ميكانيكياً عند استعمال الشمع، بينما يكون كيماوياً عند استخدام جزيئات من أحماض الفاكهة.
الوجه
تجنّبي دوماً ملامسة محيط العين ومنطقة الحبوب. تتعدّد أنواع المنتجات المستخدمة بدءاً من مستحضرات تقشير البشرة، مروراً بالكريمات الخاصة بفركها، وصولاً إلى الرغوة المنظِّفة الخاصة بالبشرة الدهنية ومعالجة حبّ الشباب. بغض النظر عن نوع المنتج، نظِّفي بشرتك وهي رطبة بعض الشيء. خذي كميّة صغيرة من المنتج ووزّعيها على الوجه من دون فركها بقوّة، بل بحركات تصاعدية ودائرية. يجب أن يطاول التدليك منطقة العنق أيضاً، ولكن بنعومة شديدة، ولا تنسي فرك اليدين. ثم اغسلي البشرة بالماء. بعد استعمال هذا المستحضر، يوصى بالانتقال إلى نزع شعر الحاجبين وإزالة النقاط السوداء قبل دهن كريم النهار أو الليل، إلا إذا كنت تفضّلين وضع قناع قبل ذلك.
لا تنسي أنّ ترطيب البشرة يفيد جميع أنواع البشرة، بما في ذلك البشرة الدهنية. لكنّ غمرها بالماء لن يجعلها دهنيّة أكثر. تعرض جميع الماركات بلا استثناء منتجات لتقشير البشرة وتختلف التركيبة بين منتج وآخر: طين، خلاصة الفاكهة، حجر الخفّان... المهمّ هو اختيار المنتج بحسب درجة تدهور حالة البشرة. ويجب العناية بالبشرة الجافة والحساسة تحديداً. في حال الإصابة بالإكزيما، من الأفضل استشارة اختصاصيّ الجلد.
الجسم
تميل المرأة عموماً إلى تجنّب الخضوع لجلسة تقشير بشرة الجسم، ويعود ذلك أساساً إلى ضرورة الذهاب إلى اختصاصيّ التجميل أو إلى مركز تجميل خاص لضمان الخضوع للجلسات اللازمة بشكل احترافيّ وعمليّ. لكن برزت في هذا المجال منتجات جديدة تُستعمل تحت الدشّ بشكل تلقائي، بالإضافة إلى الاسفنجات المقشِّرة للبشرة.
يشمل تقشير بشرة الجسم مناطق القدمين والمرفقين التي تستلزم أحياناً عناية خاصة. عادةً، تُهمَل الساقان اللتان تعانيان من قلة الترطيب والجفاف. لذا يجب العناية بهذه المناطق تحديداً. يمكنك إيجاد عدد كبير من المنتجات المعدّة لتقشير البشرة في المتاجر الخاصة بمستحضرات العناية، أو يمكنك ببساطة تقشير بشرة جسمك من خلال خلط زيت الزيتون مع السكر. كذلك، يساهم السير على رمال الشاطئ طبيعياً في تقشير بشرة أسفل القدمين عند احتكاكها بالرمل.
فرك البشرة أم تقشيرها؟
يُخلط بين المفهومين غالباً. صحيح أنّ عملية التقشير الخفيف تشبه عملية فرك البشرة، ولكنها تمتدّ على جلسات عدّة، وهي مُعدّة للشباب بهدف إزالة بعض البقع الجلدية أو الحبوب الصغيرة. لا علاقة لهذه العملية إذاً بتقنيات التقشير بمواد الفينول التي تُطبَّق على المسنين، وتتطلّب أحياناً قضاء يوم كامل في المستشفى، وتظهر نتائجها بعد أشهر عدّة.
باختصار، يبقى فرك البشرة تقنية بسيطة يمكن تطبيقها فردياً أو عبر الاستعانة بأهل الاختصاص، حفاظاً على صحة البشرة. أما التقشير الكيماوي الذي يستلزم اللجوء إلى مراكز عناية خاصّة، فهو يساهم في التخلص من مشاكل جلديّة محددة، ما يعني أنّ تأثيره أقوى على البشرة. في الإطار عينه، يمكن اللجوء، في مرحلة لاحقة، إلى تقنية الكشط وجلسات الليزر التي بدأت تدخل تدريجاً في خانة الجراحة التجميلية.
لا تترددي بعد الآن! قرّري فوراً البدء بالاعتناء ببشرتك عن طريق تقنيات التقشير لأنّ البشرة تتحمّل عوامل مضرّة كثيرة كالتلوث، والضغط النفسي، والمياه الكلسية، والبرد، والهواء، والتعرّض لأشعة الشمس، وحتى مستحضرات التجميل غير المناسبة.